السبت، 16 أكتوبر 2010

ذاكرة شفافة

مكان دافيء.. بلا ذاكرة .
هكذا تم وصف المحيط الهادي علي لسان أحد أبطال فيلم وداعاً شاوشانك ، بعيداً عن الفيلم وما يثيره في النفس من أحاسيس متناقضة ، جذبتني تلك المقولة .. لا لشيء سوي أنها عنه .. المُسطّح الأزرق.




المحيط الهاديء يشكـّل ثلث مساحة الكرة الأرضية ، ونصف ما تحتويه الكرة الأرضية من ماء .. رغم ذلك .. بلا ذاكرة ؟! 
الجملة ذكرتني بشيء ما لا أعرفه  .. كل ما توقف أمامي سؤال ..  ألم نمُر من قبل بمكان دافيء بلا ذاكرة ؟ 


أحياناً نشعر بالدفء .. المادي والمعنوي ، لكن من يفقد ذاكرته لا يعرف إذا كان فقدها أم لا لأنه لا يتذكر تلك الذاكرة أصلا ً.
أول مكان لتواجدنا علي سطح هذا الكوكب .. كان رحم الأم ، حيث الدفء و .. إنعدام الذاكرة .
أقترب الآن من فهمي للحلم الذي تعسّر عليّ تفسيره من قبل .. لماذا أحلم دائما بالهروب لرحم أمي؟
الآن أدرك أنه المكان الوحيد الآمن في عقلي الباطن  . 
كنت أعتقد انها أمنةه مستحيل أن تتحقق .. أن أعود إليه.
لكن الإستحالة تكمن في حدود معرفتنا ، فكلما زادت أمواج المعرفة تلاشي المستحيل مع الجَزْر .


لازال هناك شيء عالقاً بخاطري ..
إذا كان المكان المخصص للنسيان .. نصف ماء الكرة الأرضية وثلث مساحتها . ألا يستحق ذلك أن نعطي أهمية للنسيان ؟ وأن نغسل همومنا بإستمرار للإحتفاظ بذاكرة شفاةه .. كماء الهادي؟

كل الأشياء يمكن نسيانها ، فقط .إغسل ذاكرتك بالماء .

من قصيدة غير منتهيه في تعريف العشق لنزار قباني

عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..

تعذبت كثيرا..

إنني في داخل البحر ...

وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه

غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.